للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنه الالتفات إلى بعض الظواهر العللية، كالإرسال الخفي في قوله: «حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مصعب بن سعد، أن حفصة قالت لعمر: «لو لبست ثيابا أحسن من ثيابك … »: لم يسمعه من مصعب؛ هكذا قال محمد بن بشر: عن نعمان، عن مصعب بن سعد. سمعت (١) يزيد بن هارون، نا إسماعيل، عن مصعب ابن سعد؛ ليس بينهما أحد» (٢).

[٥ - من خصائص الكتاب وقيمته]

[أ - من زوائد الكتاب]

يعود الكتاب لفترة التأسيس؛ فواضعه من طبقة الرواد، المرجوع إليهم في أفانين الصناعة الحديثية، وهو أصل من تواريخ البصريين، فلا غرابة أن يتضمن زوائد لا توجد في غيره، أو وجدت ولكنه الواسطة فيها، ودعوى الزيادة والتفرد ليست مطلقة في كل الأحوال؛ لأنها أغلبية فحسب، غير ناتجة عن استقراء تام؛ إذ هو متعذر، ولذلك نقيد كل هاته الزوائد بمخترز لازب: «وهو أنها كذلك فيما ظهر لنا وبلغته أيدينا من كتب الفن»، غير مستبعدين مع ذلك أن يكون لبعضها ذكر في كتب عز علينا وجدانها، أو أخر ما زالت مخطوطة غير منشورة.

ولم نورد كل ما عن لنا أنه من فائت كتب الفن، فكان الاقتصار على نماذج للتمثيل؛ فمنها:

- لم نجد لأحد تسمية مولاة أبي العالية الرياحي، من غير طريق المؤلف، سوى ما كان من ابن الأثير الجزري في جامع الأصول (٣)، فإنه سماها «آمنة». وقد


(١) القائل الفلاس.
(٢) التاريخ: ٣١ ظ.
(٣) (١٢/ ٣٩٣)

<<  <   >  >>