للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إطلالة أخيرة: نفثة مصدور.

وإني - على ما ذكرت - لأسجل بيد رعشة مترددة أن سبيل العلم موحش، والأنيس به عنقاء مغرب، وقطاع الطرق كثير، وطالبه مغبر في وجهه، مدفوع في صدره، يستعدي عليه ما يوجب المحبة له (١)، فإلى الله شكوى البرحاء، ولولا رجال في صقعنا وغيره - قيضهم الله - أفرخ بهم روعي وسكن بلبال نفسي، لأعنتني معاناة ما أنا بسبيله، فلهم شكرتي ما حييت، ودعائي على ضعف غنائه فيما أحسب؛ فمنهم الألمعي العالم المؤرخ الأديب أحمد التوفيق، والعلامة الآثاري العملاق إبراهيم شبوح، والمحقق الخريت عالم المخطوطات أحمد شوقي بنبين، والعالم الوجيه المناضل محمد الحبيب محيي، ووالدي الحاج الفقيه محمد بن محمد الطبراني أمد الله في أنفاسه.

وأما شيخ المكتبيين العالم الشريف، والأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد الهاشمي، فقد أناط الله به الترفيع بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وزاده شأوا إلى شأو؛ إذ كان أمينه العام، ودرة عقده المنظوم، فلا بدع أن كان ـ حفظه الله ـ حفيا بالكتاب، فخلع عليه من عنايته والترفق بصاحبه، ما يشهد له بحفظ رسوم العلم، والتحلي بحلية الحلم.

إلى هنا ينتهي الحادي عن الشدو، ويأزف أوان الكف، ومن الله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.

وكتبه:

د. محمد الطبراني لقبا، الحسيني الصقلي نسبا

أستاذ علوم القرآن والتفسير

كلية اللغة العربية بمراكش، جامعة القاضي عياض، المغرب


(١) منتزع من قول أبي الطيب:
أعادى على ما يوجب الحب للفتى … وأهدأ والأفكار في تجول

<<  <   >  >>