للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقل الحافظ مغلطاي عن تاريخ أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم المنتجيلي الصدفي (ت ٣٥٠ هـ) جملة مختصرة منسوقة من أخبار بكر بن عبد الله المزني، فيغلب على الظن أن كتاب الفلاس كان من موارده؛ إذ كثيرا ما يكون النقل عنه في كتاب مغلطاي بإثر النقل عن ابن حزم (١)، ولم نقف على أصل كتاب المنتجيلي لنتحقق من هذا الظن، وعبارة علاء الدين: «قال أبو عمر بن حزم المنتجيلي: ولما ازدحم الناس على سريره، قال الحسن: على عمله فتنافسوا. وقال حميد: كان بكر مجاب الدعوة. ولما مرض جعلوا يدخلون عليه ولا يخرجون، فقال بكر: الصحيح يزار، والمريض يعاد» (٢). وهذه الأخبار كلها بعينها في التاريخ، ثم تحققت أن المنتجيلي أفاد قطعا من كتاب الصيرفي ونقل عنه؛ لأن صاحب الإكمال كان يجعله واسطته فيه كما في قوله في ترجمة أيوب بن بشير العدوي: «قال المنتجالي: قال الفلاس: هو من الأوس، ويكنى أبا سليمان، ومات سنة تسع عشرة ومئة» (٣). ولعل كتابنا مما جلبه الصدفي معه من رحلته المشرقية التي ابتدأها سنة ٣١١ هـ (٤).

وقد تحققت لنا رواية ابن خير الإشبيلي (ت ٥٧٥ هـ) للكتاب (٥)، بما ذكر من أسانيده وحدد من أجزائه، ووقع أن أفاد منه في فهرسته من غير تصريح؛ إذ قال، لأبي المعتمر سليمان بن طرخان (٦): «وكان مولى لبني عند سيرة رسول الله مرة … فلما تكلم بإثبات القدر أخرجوه، فقبله بنو تميم، وقدموه وصار إمامهم»؛


(١) ن للمثال: (٦/ ٧٠؛ رت: ٢١٩٦؛ ٧/ ٣٠٠؛ رت: ٢٨٨١).
(٢) إكمال تهذيب الكمال (٣/ ١٩).
(٣) إكمال تهذيب الكمال: (٢/ ٣٢٠؛ رت: ٦٣٨).
(٤) تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس: (١/ ٥٦؛ رت: ١٤٢).
(٥) فهرسته: (٢٦٥؛ ر: ٣٥٩).
(٦) فهرسة ابن خير: (٢٨٦؛ ر: ٤٣٣).

<<  <   >  >>