ومنه قولُ الله: ﴿وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ [النحل: ١٢٧]. وقال رُؤْبةُ أيضًا (٣):
وشَفَّها اللُّوحُ بمَأْزُولٍ ضَيَقْ (٤)
بمعنى: ضيِّقٍ.
وحُكِي عن الكِسائيِّ أنه كان يَقولُ: الضِّيقُ بالكسرِ، في المعاشِ والموضعِ، وفي الأمرِ الضَّيْقُ.
وفي هذه الآيةِ أبْيَنُ البيانِ لمن وُفِّق لفهمِها عن أن السببَ الذي به يُوصَلُ إلى الإيمانِ والطاعةِ غيرُ السببِ الذي به يُوصَلُ إلى الكفرِ والمعصيةِ، وأن كلا
(١) وهي قراءة ابن كثير. ينظر الكشف ١/ ٤٥٠، ٤٥١. (٢) في م: "أي". (٣) ديوانه ص ١٠٥. (٤) شفها: أنحلها وهَزَلها. واللُّوح: العطش. والمأزول من الأزل، وهو الشدة والضيق. اللسان (ل و ح، ش ف ف، أ ز ل) وجعل (ضيَق) بالتحريك مراعاة للوزن.