وأما قولُه: ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾. فإنه يعني بقولِه: ﴿خَرَقُوا﴾: اخْتَلَقوا، يقالُ: اخْتَلَق فلانٌ على فلانٍ كذبًا واخْتَرَقه، إذا افْتَعَله وافْتَراه.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني المُثنى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ﴾: واللهُ خَلَقَهم، ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ﴾ يعني: أَنهم تَخَرَّصوا (١).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قولَه: ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾. قال: جَعَلوا له بنينَ وبناتٍ (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾. قال: كَذَبوا (٣).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٦٠ (٧٧١٦، ٧٧١٨) من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٦ إلى ابن المنذر. (٢) بعده في م، س: "بغير علم". والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٦٠ (٧٧١٩) عن محمد بن سعد به. (٣) تفسير مجاهد ص ٣٢٦، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٦٠ (٧٧٢١) وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.