في السن، وقد قال الذين ذكرنا جميعًا": روبيل كان أكبر القوم سنًّا"، فصح بذلك القول الذي اخترناه.
* * *
وقوله:(ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله،) يقول: ألم تعلموا، أيها القوم؛ أنَّ أباكم يعقوب قد أخذ عليكم عهودَ الله ومواثيقه:(١) لنأتينه به جميعا، إلا أن يحاط بكم= (ومن قبل ما فرطتم في يوسف) ، (٢) ومن قبل فعلتكم هذه، تفريطكم في يوسف. يقول: أو لم تعلموا من قبل هذا تفريطكم في يوسف؟ = وإذا صرف تأويل الكلام إلى هذا الذي قلناه، كانت"ما"حينئذ في موضع نصب.
وقد يجوز أن يكون قوله:(ومن قبل ما فرطتم في يوسف) خبرا مبتدأ، ويكون قوله:(ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله) خبرًا متناهيًا فتكون"ما"حينئذ في موضع رفع، كأنه قيل:"ومن قبل هذا تفريطكم في يوسف"= فتكون"ما" مرفوعة بـ"من"قبلُ.
هذا ويجوز أن تكون"ما"التي هي صلة في الكلام، (٣) فيكون تأويل الكلام: ومن قبل هذا فرطتم في يوسف. (٤)
* * *
وقوله:(فلن أبرح الأرض) التي أنا بها، وهي مصر فأفارقها= (حتى يأذن لي أبي) بالخروج منها، كما:-
١٩٦٢٩ - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:(فلن أبرح الأرض) التي أنا بها اليوم= (حتى يأذن لي أبي) ، بالخروج منها.
١٩٦٣٠ - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن
(١) انظر تفسير" الموثق" فيما سلف ص: ١٦٣، تعليق: ١، والمراجع هناك. (٢) زدت نص الآية، وإن لم يكن ثابتًا في المخطوطة أو المطبوعة. (٣) في المطبوعة:" التي تكون صلة"،، وفي المخطوطة:" التي صلة"، ورجحت ما أثبت = و" الصلة"، الزيادة، انظر ما سلف من فهارس المصطلحات. (٤) في المطبوعة" تفريطكم في يوسف"، والصواب ما أثبت، لأن" ما" زائدة هنا.