امكثوا مكانكم، وقفوا في موضعكم، أنتم، أيها المشركون، وشُركاؤكم الذين كنتم تعبدونهم من دون الله من الآلهة والأوثان = (فزيّلنا بينهم) ، يقول: ففرقنا بين المشركين بالله وما أشركوه به.
* * *
= [من قولهم:"زِلْت الشيء أزيلُه "، إذا فرّقت بينه] وبين غيره وأبنته منه. (١) وقال: "فزيّلنا" إرادة تكثير الفعل وتكريره، ولم يقل:"فزِلْنا بينهم".
* * *
وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يقرؤه:(فَزَايَلْنَا بَيْنَهُمْ) ، كما قيل:(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ) ، [سورة لقمان: ١٨] ، والعرب تفعل ذلك كثيرًا في "فعَّلت"، يلحقون فيها أحيانًا ألفًا مكان التشديد، فيقولون:"فاعلت" إذا كان الفعل لواحدٍ. وأما إذا كان لاثنين، فلا تكاد تقول إلا "فاعلت". (٢)
* * *
= (وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون) ، وذلك حين (تبرَّأ الذين اتَّبعوا من الذين اتُّبعوا ورأوا العذاب وتقطَّعت بهم الأسباب، لما قيل للمشركين:"اتبعوا ما كنتم تعبدون من دون الله"، ونصبت لهم آلهتهم، قالوا:"كنا نعبد هؤلاء"!، فقالت الآلهة لهم:(ما كنتم إيانا تعبدون) ، كما:-
١٧٦٤٨- حدثت عن مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: يكون يومَ القيامة ساعةٌ فيها شدة، تنصب لهم الآلهة التي كانوا يعبدون، فيقال:"هؤلاء الذين كنتم تعبدون من دون الله"، فتقول الآلهة:"والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل، ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا"! فيقولون: "والله لإيّاكم
(١) هذه الزيادة بين القوسين، استظهار من نص اللغة لا بد منه، وكان الكلام في المخطوطة سردًا واحدًا، وهو فساد من الناسخ. وانظر معاني القرآن للفراء ١: ٤٩٢. (٢) انظر بيان هذا أيضًا في معاني القرآن للفراء ١: ٤٩٢، فهو نحو منه.