مسعود وأبي من القراءة، (١) لأن إدخالهما ما أدخلا من ذلك من"ما" و"لن" يدل على انقطاع الكلام عن أوله وابتداء قوله: (ولا تسأل) . وإذا كان ابتداء لم يكن حالا.
* * *
وأما (أصحاب الجحيم) ، ف"الجحيم"، هي النار بعينها إذا شبت وقودها، ومنه قول أمية بن أبي الصلت:
إذا شبت جهنم ثم دارت ... وأَعْرَض عن قوابسها الجحيم (٢)
* * *
(١) في المطبوعة: يرفعهما ما روي. . . " والصواب ما أثبت. (٢) ديوانه: ٥٣، وروايته: "ثم فارت"، وكأنها هي الصواب، وأخشى أن يكون البيت محرفا. لم أعرف معنى"قوابسها" هناك، وأظنه"قدامسها" جمع قدموس، وهي الحجارة الضخمة الصلبة، كقوله تعالى: "وقودها الناس والحجارة"، وأعرض الشيء اتسع وعرض، وقوله"عن" أي بسبب قذف هذه الحجارة فيها. هذا أقرب ما اهتديت إليه من معناه، ويرجح ذلك البيت الذي يليه، وفيه جواب"إذا": تحش بصندل صم صلاب ... كأن الضاحيات لها قضيم وكأنه يعني بالضاحيات: النخيل. وشعر أمية مشكل على كل حال.