للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترنو أبصارهم إلى ما عندك من مال أو جاه، فإذا ما أخطأك هذا أو ذاك، استحالوا ذئابا عاوية، واستمرؤوا إذايتك كما يستمرئ أحدهم المن والسلوى. ولم تتفتق شاعرية الفلاس إلا ليعبر عن هذا المعنى؛ إذ لم نجد له شعرا في غيره:

«ألا ذهب التكرم والوفاء … وباد رجاله وبقي الغشاء

وأسلمني الزمان إلى رجال … كأمثال الذئاب لهم عواء

صديق كلما استغنيت عنهم … وأعداء إذا نزل البلاء» (١)

ومن إنشاداته في هذا الباب أيضا:

«من لم يكن لك منصفا … في الود فابغ به بديلا

ومن استخف بنفسه … زرعت له قالا وقيلا» (٢)

ولا سبيل إلى إنكار أن كثيرا من أصحابه الخلص هم طائفة من شيوخه قربت بينهم مائة العلم، وأما أترابه ومجايلوه، فمنهم علي بن سعيد بن بشير عليك الرازي (ت ٢٩٩ هـ) (٣)، وعباس بن عبد العظيم العنبري البصري (ت ٢٤٦ هـ)، وهو من أقرانه وأصحابه في الطلب، وإسماعيل بن عبد الله الأصفهاني الذي ذهب به عمرو ابن علي إلى ميسور بن بكر بن عبد الخالق البصري (٤)، ولا إخاله يدله على الرواة ويحمله إليهم إلا وبينهما خلة.


(١) بهجة المجالس: (٢/ ٨٠١ - ٨٠٢).
(٢) الأنساب المتفقة في الخط لابن القيسراني: ٨١. والشعر لسابق البربري، وقد كتب عنه العلامة عبد الله كنون في مجلة المجمع العربي بدمشق: ١٩٦٩: [١٨ - ٤٤]؛ ١٩٨٦: [٢٢٧ - ٢٥٠]
(٣) استوفينا الكلام عنه في مبحث علاقة الفلاس بالخلفاء.
(٤) التكميل لابن كثير: (١/ ٢٩٧)؛ لسان المزان: (٨/ ٢٣٧؛ رت: ٨٠٦٤).

<<  <   >  >>