كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

الأبواب المستدركة على أبي داود في مسائل استلام الحجر - (٧) باب ما يقال عند استلام الركن الأسود ومن أي جانب يستلم - ج: 30 - ص: 292

قلت: هذا حديث باطل موضوع؛ تفرد به: محمد بن الفضل بن عطية، وهو: متروك الحديث، كذاب، روى أحاديث موضوعة.

والراوي عنه: عيسى بن موسى المعروف بغنجار، وهو: صدوق، كثرت المناكير في حديثه لروايته عن المجهولين والمتروكين والكذابين [التهذيب (٣/ ٣٦٨)].

• ورواه علي بن إسحاق بن إبراهيم بن مسلم بن رزين [الحنظلي السمرقندي: ثقة]، قال: حدثنا محمد بن الفضل: حدثنا محمد بن سوقة [كوفي، ثقة]، عن كرز، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، أنه قال: «على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السماوات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾، فإنه يقول: آمين».

وقال كرز: إذا مررت بالحجر الأسود فكبر وصلِّ على النبي ﷺ، ثم قل: اللهم تصديقاً بكتابك، وأخذاً بسنة نبيك ﷺ.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ٨٢)، بإسناد فيه من يجهل حاله إلى علي بن إسحاق.

قلت: هذا حديث باطل موضوع؛ تفرد به: محمد بن الفضل بن عطية، وهو: متروك الحديث، كذاب، روى أحاديث موضوعة.

٣ - حديث ثالث لابن عباس:

أ - يرويه: يحيى بن سليم المكي، قال: سمعت أبا الخليل، قال: سمعت الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة مولى ابن عباس، يقول: قال عبد الله بن عباس ﵄: إذا توضأ الرجل فأحسن وضوءه، ثم خرج إلى المسجد، فاستلم الركن، فكبر وتشهد، وصلى على النبي ﷺ، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، وذكر الله تعالى، ولم يذكر من أمر الدنيا شيئاً؛ كتب الله تعالى له بكل خطوة يخطوها سبعين ألف حسنة، وحط عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، فإذا انتهى إلى ما بين الركنين الركن اليماني والركن الأسود، كان في خراف من خراف الجنة، وشفع في أهل بيته أو في سبعين من أهل بيته - الشك من يحيى بن سليم - فإذا ركع ركعتين، فأحسن ركوعه وسجوده، كتب الله تعالى له عدل ستين رقبة، كلهم من ولد إسماعيل ﵇.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/٩٦/٣٢).

قلت: هذا حديث منكر؛ الحكم بن أبان العدني: صدوق، فيه لين، وله أوهام وغرائب، ويتفرد عن عكرمة بما لا يتابع عليه [راجع ترجمته وشيئاً من غرائبه: فضل الرحيم الودود (٦/ ٥٩٠/ ٥٤٧) و (٧/ ٦٨٨/ ٥٢٢) و (٨/ ٨٦/ ٧١٧) و (١٤/ ٤٥٠/ ١٢٩٧)]، وغالب البلاء في حديثه ممن يروي عنه من المتروكين والضعفاء، وأبو الخليل الراوي عنه هنا: لا يُدرى من هو؟ فلعل البلاء منه.

ويحيى بن سليم الطائفي المكي: صدوق، سيئ الحفظ، له أحاديث غلط فيها، وإنما كان ثبتاً في حديث ابن خثيم.