روى عنه شراحيل (٣) بن القعقاع أَنه قال: علمنا رسول اللَّه ﷺ التلبية: «لَبَّيكَ اللَّهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إِنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». فقال عمرو:
لقد رأَيتُنَا منذ قريب ونحن إِذا حججنا في الجاهلية نقول:
قد تركوا الأَوثان خِلواً (٥) صفْرا قال: فنحن والحمد للَّه نقول كما علمنا رسول اللَّه ﷺ(٦).
ورُوِي عن الشافعي ﵀ قال: وجَّه رسولُ اللَّه ﷺ علي بن أَبي طالب ﵁، وخالد بن سعيد بن العاص إِلى اليمن، وقال: إِذا اجتمعتما فَعَليٌّ الأَمير، وإِذا افترقتما فكل واحد منكما أَمير. «فاجتمعا، وبلغ عمرو بن معديكرب مكانهما، فأَقبل في جماعة من قومه، فلما دنا منهما قال: «دعوني حتى آتي هؤلاء القوم، فإِني لم أُسَمَّ لأَحد قط إِلا هابني». فلما دنا منهما نادى:«أَنا أَبو ثور، أَنا عمرو بن معديكرب» فابتدره عَليّ وخالد، وكل واحد منهما يقول لصاحبه:«خلني وإِياه ويفديه بأَبيه وأُمه». فقال عمرو إِذ سمع قولهما: العرب تفزع مني وأَراني لهؤلاء جَزَراً (٧)، فانصرف عنهما.
(١) الغمر- بضم الغين وفتحها مع سكون العين، وبفتحتين-: الّذي لم يجرب الأمور. (٢) القريع: المقارع، يقال: هو قريعك، للذي يقارعك في الحرب ويضاربك. (٣) كذا، وفي الاستيعاب: «شرحبيل»، ولم نجده. (٤) الخبت: المكان المطمئن. (٥) في المطبوعة: «خلفوا صفرا» والصواب عن مخطوطة الدار والاستيعاب. (٦) الأثر في الاستيعاب: ٣/ ١٢٠٣. (٧) الجزر- بفتحتين-: كل شيء معد للذبح. (٨) من القصيدة ٦١ في الأصمعيات: ١٧٢، ١٧٤. والبيت الأول في الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٣٧٢، والثاني في معجم الشعراء للمرزباني: ١٦، والاثنان معا في الاستيعاب: ٣/ ١٢٠٤. وينظر الأغاني: ١٤/ ٣٢.