(ب) عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَزْن بن أبي وَهْب بن عَائِذ بن عِمْران بن مخزوم القرشي المخزومي، عم سعيد بن المُسَيَّب.
قتل يوم اليمامة. وكان للمسيب بن حَزْن إخوة، منهم: عبد الرحمن (١) هذا، والسائب (٢)، وأبو معبد بنو حَزْن، كلهم أدرك النبي ﷺ بِسِنِّه ومولده، ولا تعرف لهم رواية عن النبي ﷺ إلا المُسَيَّب، فإن له رواية.
أخرجه أبو عمر (٣).
٣٢٨٢ - عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسان
(د ع) عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسان بن ثَابِت. تَقَدم نَسَبُه عند ذكر أبيه، وهو أنصاري خزرجي. أدرك النبي ﷺ، يكنى أبا محمد، وقيل: أبو سعيد:
وهو شاعر، وأمه سيرِين القبطية، أخت مارية القبطية، وهبها النبي ﷺ لأبيه حسان، فولدت له عبد الرحمن، فقيل: إنه ابن خالة إبراهيم بن النبي ﷺ.
وقيل: إنه من التابعين، قال محمد بن سعد: هو من الطبقة الثانية من تابعي أهْل المدينة (٤).
روى محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسَّان، عن أبيه قال: مر حسان برسول اللَّه ﷺ ومعه الحارث المرّي (٥)، فلما عرفه حَسَّان قال (٦):
يا حارِ من يَغْدُرْ بِذِمَّة جَارِه … منكم فإن مُحَمّداً لا يَغْدُرُ
وأَمانةُ المُرِّي حيث لَقِيتَه … مثلُ الزَّجاجَةِ صَدْعُها لا يُجْبَرُ
إن تَغْدُرُوا فالغَدْرُ من عاداتِكم … والغدر ينبت في أصول السّخبر (٧)
(١) كتاب نسب قريش: ٣٤٥. (٢) ينظر ترجمته: ٢/ ٣١٣. (٣) الاستيعاب: ٨٢٨. (٤) الطبقات الكبرى: ٥/ ١٩٦. فقد عده ابن سعد من الطبقة الثانية من تابعي الأنصار بالمدينة. (٥) في المطبوعة: «المزني» وهو خطأ. وقد مضت ترجمة الحارث المري في: ١/ ٤٠٩. (٦) تقدم البيتان: الأول والثاني في ترجمة الحارث: ١/ ٤٠٩. والأبيات الثلاثة في ديوان حسان: ١٧٢، ١٧٣. مع اختلاف يسير. (٧) هذا البيت في اللسان، مادة سخبر. والسخبر: شجر إذا طال تدلت رءوسه وانحنت. يريد أن هؤلاء القوم منازلهم ومحالهم في منابت السخبر. وقال ابن بري: «إنما شبه الغادر بالسخبر، لأنه إذا انتهى استرخى برأسه ولم يبق على انتصابه، يقول: أنتم لا تثبتون على وفاه كهذا السخبر الّذي لا يثبت على حال، بينا يرى معتدلا منتصبا عاد مسترخيا غير منتصب».