روى خَلف بن خَلِيفة، عن أَبي هاشم الرُّمَّاني، عن أوس بن خالد البَهْزِي، عن أُم أوس البهزيَّة. أنها سلأت (١) سمناً لها، فجعلته في عُكة، ثم أهدته إلى النبي ﷺ فَقَبِله، وأخذ ما فيه، ودعا لها بالبركة. فردها إليها وهي ممتلئة سمناً. فظنت أن النبي ﷺ لم يقبلها، فجاءت النبيَّ ﷺ وَلها صُراخ، فقال: أخبروها بالقصة، فأكلت منه بقية عمر النبي ﷺ وولاية أبي بكر، وولاية عمر، وولاية عثمان، حتى كان بين عليّ ومعاوية ما كان.
أخرجها الثلاثة.
٧٣٦٣ - أُم أيمَن مَولاةُ رسول اللَّه
(ب د ع) أُم أيمَن، مَولاةُ رسول اللَّه ﷺ وحاضنته، واسمها بَرَكة (٢)، وهي حبشية فأعتقها عبد اللَّه أبو رسول اللَّه ﷺ. وأسلمت قديماً أول الإسلام، وهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة، وبايعت رسول اللَّه ﷺ. وقيل: إنها كانت لأُخت خديجة، فوهبتها لرسول اللَّه ﷺ وقيل: كانت لأُم رسول اللَّه ﷺ،
وهي التي شَرِبت بولَ النبي ﷺ، فقال لها: لا يَيْجَعُ بطنُك أبداً (٣). وقيل: إن التي شربت بوله بركة جاريةُ أُم حبيبة، وتكنى أُم أيمن، بابنها أيمن ابن عبيد (٤).
وتزوجها زيد بن حارثة بن عُبَيد الحبشي، وكان رسول اللَّه ﷺ يقول: أُم أيمن أُمي بعد أُمي. وكان يزورها في بيتها.
أخبرنا عبد الوهاب بإسناده عن عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس: أن أُم أيمن بكت لما قُبِض رسولُ اللَّه ﷺ، فقيل لها: ما يبكيك على رسول اللَّه ﷺ؟ فقالت: إني علمت أن النبي ﷺ سيموت، ولكن أبكي على الوحي الذي رُفِع عنا (٥).
أخبرنا يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما عن مسلم أبي الحسين قال: حدثنا أبو الطاهر وحَرْمَلة قالا: حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال:
(١) سلأ السمن: صفاء. (٢) انظر الترجمة ٦٧٦٣: ٧/ ٣٧. (٣) تقدم الحديث في ترجمة أميمة بنت رقيقة: ٧/ ٢٧ - ٢٨. (٤) تقدمت ترجمته في: ١/ ١٨٩. (٥) مسند الإمام أحمد: ٣/ ٢١٢.