قيل: المراد به ها هنا لمن كان يخاف الله واليوم الآخر. قال أبو ذؤيب الهذلي (١) :
إذَا لسعَتْهُ النّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَهَا ... وخَالَفَها في بَيْتِ نُوب عَوَامِلِ (٢)
يريد: لم يخف لسعها من اشتيار (٣) العسل في بيوت النحل. والنوب:
(١) هو: خويلد بن خالد بن محرث، وقيل: خويلد بن محرث، من بني مازن بن سويد بن تميم بن سعد بن هذيل. شاعر مخضرم. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره. قال حسان: "هذيل أشعر الناس، وأبو ذؤيب أشعر هذيل". مات في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بطريق مكة، قريباً منها. وقيل: مات بالمغرب، وقيل: بمصر. له ترجمة في: "الاستيعاب" (٤/١٦٤٨) ، و"الاصابة" (٧/٦٣) ، و"الشعر والشعراء" (٢/٦٥٣) ، و"طبقات الشعراء" ص (١١٠،١٠٣) . (٢) هذا البيت نسبه السكري في كتابه: "شرح أشعار الهذليين" (١/١٤٤) إلى الشاعر المذكور. وهو البيت الخامس عشر من قصيدة بلغت ثلاثة وعشرين بيتاً، يقول في مطلعها: أساءلت رسم الدار أم لم تسائل ... عن السّكْنِ أو عن عَهْدِه بالأوائِل وقد ذكر السكري في كلمة: (خالفها) روايتين، إحداهما بالخاء المعجمة، والثانية بالحاء المهملة. كما ذكر أن "العوامل" هي التي تعمل العسل والشمع. في الأصل: (سعار) من غير اعجام. و"اشتيار العسل" اجتناؤه، وأخذه من موضعه. قال أبو عبيد: "شرتُ العسل، واشترته، اجتنيته وأخذته من موضعه". انظر: "اللسان": (٦/١٠٣) مادة: "شور"، و"معجم مقاييس اللغة": (٣/٢٢٦) ، في المادة المذكورة.