التخصيص يدخل في نحو قوله: رأيت المشركين؛ كما يدخل في الأوامر.
وقد تكلم أحمد رضي الله عنه على آيات في القرآن وردت بلفظ الخبر، وبين أنها مخصوصة؛ ذكره فيما خرجه في محبسه، فقال: قوله تعالى للريح التي أرسلها على عاد: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} ٢، وقد أتت تلك الريح على أشياء لم تدمرها، منازلهم ومساكنهم والجبال٣ التي بحضرتهم -وقال:{خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} ٤ لا يعني نفسه ولا علمه ولا كلامه. وقال لملكة سبأ:{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} ٥ وقد كان ملك سليمان شيئًا لم تؤته.
خلافًا لبعضهم في قولهم: لا يدخل التخصيص في الخبر، كما لا يدخله النسخ.
١ راجع هذه المسألة في: "المسودة" ص"١٣٠". ٢ "٢٥" سورة الأحقاف. ٣ في الأصل بدون إعجام. ٤ "١٠٢" سورة الأنعام. ٥ "٢٣" سورة النمل.