٤١٢٢ - عن أُبيّ بن كَعْب أنّه قال:"كان النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا ذهبَ ثُلُثا الليلِ قامَ فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ اذْكُروا اللَّه اذكُروا اللَّه، جاءتِ الراجِفَةُ تتبَعُها الرادِفةُ، جاءَ الموتُ بما فيه، جاءَ الموتُ بما فيهِ"(١).
٤١٢٣ - عن أبي سعيد قال: "خرجَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم لصلاةٍ فرأَى الناسَ كأنَّهُمْ يَكْتَشِرونَ فقال: أما إنَّكُمْ لوْ أكثرتُمْ ذِكرَ هادِمِ اللَّذَّاتِ لَشغلَكُمْ عمَّا أرَى: الموتُ، فأكْثِروا ذِكْرَ هادِمِ اللَّذَّاتِ الموتِ، فإنّهُ لمْ يأْتِ على القبرِ يومٌ إلَّا تكلَّمَ فيقولُ: أنا بيتُ الغُربةِ وأنا بيتُ الوِحْدةِ وأنا بيتُ التُّرابِ وأنا بيتُ الدُّودِ، وإذا دُفِنَ العبدُ المؤمنُ قالَ لهُ القبرُ: مَرحبًا وأهلًا أما إنْ كنتَ لَأحبُ مَنْ يَمْشِي على ظَهري إليَّ، فإذْ وُلِّيتُكَ اليومَ وصِرْتَ (٢) إليَّ فسترَى صَنيعي بِكَ، قال: فيتَّسعُ لهُ مدَّ بصرِه ويُفتحُ لهُ بابٌ إلى الجنَّةِ، وإذا دُفِنَ العبدُ الفاجِرُ أو الكافِرُ قالَ لهُ القبرُ: لا مَرحبًا ولا أهلًا أما إنْ كنتَ لَأبغضُ مَنْ يَمشي على ظَهري إليَّ، فإذْ وُلِّيتُكَ اليومَ وصِرْت إليَّ فسترَى صَنيعي بِكَ، قال: فيَلتئِمُ عليهِ حتَّى تختلفَ أضلاعُهُ. قال: وقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بأصابعِهِ، فأدخَلَ بعضَها في جوفِ بعضٍ، قال: ويُقيِّضُ لهُ سَبعونَ تِنِّينًا لوْ أنَّ واحِدًا منها نفخَ في الأرضِ ما أنبتَتْ شيئًا ما بَقيتِ الدُّنْيا، فيَنْهشْنَهُ ويَخْدِشْنَهُ حتَّى يُفْضَى بهِ إلى الحسابِ. قال،
(١) أخرجه أحمد في المسند ٥/ ١٣٦، والترمذي في السنن ٤/ ٦٣٦ - ٦٣٧، كتاب صفة القيامة (٣٨)، باب (٢٣)، الحديث (٢٤٥٧)، وقال: (حسن صحيح)، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٢١، كتاب التفسير، تفسير سورة الأحزاب، وفي ٢/ ٥١٣، تفسير سورة النازعات، وقال: (صحيح الإسناد) وأقره الذهبي. (٢) وردت في المطبوعة: (صيرت)، والتصويب من المخطوطة، وسنن الترمذي.