وفيها بيان فضل قصر الأمل (٢) الذي هو أحسن الاستعداد الناشئ عن الإيمان الحق.
وروينا في جامع الترمذي وقال: حسن صحيح من حديث عبد اللَّه بن مسعود قال: نام رسول اللَّه ﷺ على حصير فقام وقد أثَّر في جنبه.
فقلنا: يا رسول اللَّه لو اتخذنا لك وطاء.
فقال:"ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلَّا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"(٣).
وروينا فيه وفي السنن الثلاثة من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"أكثروا من ذكر هاذم اللذات"(٤).
قال الترمذي: حسن غريب وصححه ابن حبان والحاكم وقال: على شرط مسلم.
= يرجع إلى أهل ولا إلى عشرة ولا بأن يجمع الدنيا ويقضي الشهوات ولكن تمنى أن يرجع فيعمل بطاعة اللَّه ﷿، فرحم اللَّه امرءًا عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب إلى النار. تفسير ابن كثير (٣/ ٢٦٣). (١) سورة الحديد (١٦). (٢) يقول تعالى: أما آن للمؤمين أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه أي تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن فتفهمه وتنقاد له وتسمع له وتطيعه، وقال ابن المبارك بسنده عن ابن عباس أنه قال: إن اللَّه استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن فقال: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الحديد: ١٦]. تفسير ابن كثير (٤/ ٣١٠). (٣) أخرجه الترمذي في سننه (٢٣٧٧) كتاب الزهد، باب-٤٤ وابن ماجه في سننه (٤١٠٩) كتاب الزهد، ٣ - باب مثل الدنيا. والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ١٩٨) والشجري في أماليه (٢/ ٢٠٨)، وأحمد بن حنبل في مسنده (١/ ٣٩١). وأبو نعيم في حلية الأولياء (٢/ ١٠٢) وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/ ٢٩٢). (٤) أخرجه الترمذي في سننه (٢٣٠٧) كتاب الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت والنسائي (٤/ ٤ - المجتبى)، وابن ماجه (٤٢٥٨) في الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، والحاكم في المستدرك (٤/ ٣٢١)، وابن حبان في صحيحه (٢٥٥٩، ٢٥٦٢ - الموارد)، والهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٠٩)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٢٣٦)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٩/ ٢٥٢، ٣٥٥)، وابن المبارك في الزهد (٢/ ٣٧)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١٦٧)، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ٢٢٨) والخطيب في تاريخ بغداد (١/ ٣٨٤)، والذهبي في الميزان (٥٦٤٠).