يا رب إني فقير كما ترى … وصبيتي قد عروا كما ترى
وناقتي قد عجفت كما ترى … وبردتي قد بليت كما ترى
فما ترى فيما ترى … يا من يَرى ولا يُرى
فإذا بصوت من خلفه: يا عاصم يا عاصم الحق عمك قد هلك بالطائف وخلَّف ألف نعجة وثلاثمائة ناقة وأربعمائة دينار، وأربعة أعبد، وثلاثة أسياف يمانية، فامض فخذها فليس له وارث غيرك.
قال الأوزاعي: فقلت له يا عاصم إن الذي دعوته لقد كان منك قريبًا.
فقال يا هذا أما سمعت قوله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ (١).
الثلاثون: يروى عن فضيل بن عياض أنه وقف بعرفة والناس يدعون فبكى بكاء الثكلى المحترقة فلما كادت الشمس أن تسقط، قبض على لحيته ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: واسوءتاه وإن عفوت.
وروي أنه قال والناس بالموقف: ما تقولون لو قصد هؤلاء الوفد بعض الكرماء يطلبون منه دانقا أكان يردهم؟ قالوا: لا واللَّه.
قال: واللَّه لمغفرته في جنب كرمه أهون على اللَّه من الدانق فى جنب ذلك الرجل.
الحادية بعد الثلاثين: يروى أنه قيل ليونس بن عبيد (٢) وقد انصرف من عرفات: كيف كان الناس، فقال: لم أشك في الرحمة لولا أني كنت معهم. يقول لعلهم لم يرحموا بسببي.
الثانية بعد الثلاثين: يروى عن شعيب بن حرب قال بينما أنا أطوف بالبيت إذ لكزني رجل بمرفقه فإذا أنا بالفضيل بن عياض، فقال لي: يا أبا صالح فقلت: لبيك يا أبا علي.
قال: إن كنت تظن أنه شهد الموسم شَرٌّ مني ومنك فبئس ما ظننت.
= بيروت فرابط إلى أن مات، قال ابن سعد: الأوزاع بطن من همدان وهو من أنفسهم، ولد سنة (٨٨)، وكان ثقة مأمونًا فاضلًا خيرًا كثير العلم والحديث والفقه، حجة، وتوفي ﵀ سنة (١٥٧). [تاريخ الإسلام وفيات (١٥١ - ١٦٠)].
(١) سورة البقرة (١٨٦).
(٢) يونس بن عبيد بن دينار، أبو عبيد، أبو عبد اللَّه العبدي، مولاهم البصري، الكوفي البصري، ثقة ثبت، فاضل، ورع، أخرج له: أصحاب الكتب الستة، توفي سنة (١٣٩) انظر: تهذيب التهذيب (١١/ ٤٤٢)، وتقريب التهذيب (٢/ ٣٨٥).