وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا، فلذلك سميت الكعبة لأنها على خلقة الكعب. قال: فكذلك (١) بنيان أساس آدم ﵇.
وجعل بابها بالأرض غير مبوب، حتى كان تبع أسعد الحميري هو الذي جعل لها بابا، وجعل لها (٢) غلقا فارسيا (٣)، وكساها كسوة تامة، ونحر عندها.
قال: وجعل إبراهيم ﵇ الحجر إلى جنب البيت عريشا من أراك تقتحمه العنز، فكان زربا لغنم إسماعيل ﵇(٤). قال: وحفر إبراهيم ﵇ جبا في بطن البيت على يمين من دخله يكون خزانة للبيت، يلقى فيه ما يهدى للكعبة، وهو الحب الذي نصب عليه عمرو بن لحي هبل الصنم الذي كانت قريش تعبده وتستقسم عنده بالأزلام، حين جاء به من هيت (٥) من أرض الجزيرة.
قال: فكان (٦) إبراهيم يبني وينقل له إسماعيل الحجارة على رقبته (٧)، فلما ارتفع البنيان قرب له المقام فكان يقوم عليه ويبني، ويحوله له إسماعيل ﵉ في نواحي البيت حتى انتهى إلى موضع الركن الأسود، قال إبراهيم لإسماعيل ﵉: يا إسماعيل أبغني حجرا أضعه هاهنا يكون علما
(١) في ب، ج: وكذلك. (٢) قوله: ((جعل لها)) ساقط من ب، ج. (٣) شفاء الغرام (١/ ٢٠١). (٤) شفاء الغرام (١/ ٤٠١). (٥) هيت: بلدة على الفرات، من نواحي بغداد، فوق الأنبار، فتحها عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل، في زمن عمر بن الخطاب (معجم البلدان ٥/ ٤٢١). (٦) في ب، ج: وكان. (٧) شفاء الغرام (١/ ١٧٨ - ١٧٩).