تبوأت العنكبوت بيتها. فحفر فأبرز عن ربض أمثال خلف الإبل، لا يحرك الصخرة إلا ثلاثون رجلا. قال: ثم قال الله ﷿ لإبراهيم ﵇: قم فابن لي بيتا، قال: يا رب وأين؟ قال: سنريك (١). فبعث الله تعالى سحابة فيها رأس يكلم إبراهيم ﵇، فقال: يا إبراهيم إن ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة. فجعل ينظر إليها ويأخذ قدرها، فقال الرأس: أقد فعلت؟ قال: نعم. فارتفعت السحابة، فأبرز عن أس ثابت من الأرض، فبناه إبراهيم ﵇.
٦١ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: وحدثني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، قال: وأخبرني محمد بن أبان، عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، عن علي بن أبي طالب ﵇ في حديث حدث به عن زمزم قال: ثم نزلت السكينة كأنها غمامة أو ضبابة، في وسطها كهيئة الرأس يتكلم يقول: يا إبراهيم خذ قدري من الأرض لا تزدد ولا تنقص (٢)، فخط، فذلك [قدر](٣) بكة، وما حواليه مكة.
٦٢ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: وحدثني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن وهب بن منبه، أنه أخبر قال: لما ابتعث الله سبحانه خليله
(١) في ب، ج زيادة: قال. ٦١ - إسناده ضعيف. محمد بن أبان، هو: ابن صالح القرشي، ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث، يكتب حديثه على المجاز (الجرح والتعديل ٧/ ١٩٩). (٢) في ب: لا يزيد ولا ينقص، وفي ج: لا تزيد ولا تنقص. (٣) قوله: ((قدر)) زيادة من ب، ج. ٦٢ - إسناده ضعيف. عثمان بن ساج لم يلق وهبا.