للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بعمل بركتها التي بمكة، فأجرت لها عينا (١)، فجرت بماء قليل، فلم يكن فيه ري لأهل مكة، وقد غرمت في ذلك غرما عظيما، فبلغها ذلك (٢)، فأمرت (٣) المهندسين أن يجروا لها (٤) عيونا من الحل، وكان الناس يقولون: إن ماء الحل لا يدخل الحرم؛ لأنه يمر على عقاب وجبال، فأرسلت بأموال عظام، ثم أمرت من يزن عينها الأولى، فوجدوا (٥) فيها فسادا، فأنشأت عينا أخرى إلى جنبها وأبطلت تلك العيون (٦)، فعملت عينها هذه بأحكم ما يكون من العمل، وعظمت في ذلك رغبتها، وحسنت نيتها، فلم تزل تعمل فيها حتى بلغت ثنية خل، فإذا الماء لا يظهر في ذلك (٧) الجبل [إلا بعمل شديد] (٨)، فأمرت بالجبل فضرب فيه، وأنفقت في ذلك من الأموال ما لم يكن تطيب به نفس كثير [من الناس] (٩)، حتى أجراها الله [لها] (١٠)، وأجرت فيها عيونا من الحل، منها: عين (١١) المشاش (١٢)، واتخذت لها


(١) في ب، ج زيادة: من الحرم.
(٢) في ج: بذلك، وقوله: «ذلك» ساقط من ب.
(٣) أدرج في هامش ج بخط مغاير قوله: جماعة من.
(٤) في ب، ج: إليها.
(٥) في ج: فوجد.
(٦) في ج: العين.
(٧) في ج: هذا.
(٨) ما بين المعكوفين ساقط من أ، ب. والمثبت من ج.
(٩) في أ، ب: أحد.
(١٠) في أ: بها.
(١١) في أ زيادة: من.
(١٢) عين المشاش: تسمى اليوم (عين الشرائع) أو (عين حنين). وهي اليوم لا تسير إلى مكة، بل يزرع الناس عليها هناك، وتبعد عين حنين (٣٦) كلم عن المسجد الحرام إلى الشرق (معالم مكة للبلادي ص: ٨٨).
وقال ياقوت: ويتصل بجبال عرفات جبال الطائف، وفيها مياه كثيرة أوشال وعظائم قني، منها المشاش، وهو الذي يجري بعرفات ويتصل إلى مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>