فرغ أمر بالمقام فوضعه قبلة، فكان يصلي إليه مستقبل الباب، [فهو قبلته](١) إلى ما شاء الله. ثم كان إسماعيل [بعد](٢) يصلي إليه إلى باب الكعبة، ثم كان رسول الله ﷺ، فأمر أن يصلي إلى بيت المقدس، فصلى إليه قبل أن يهاجر وبعدما هاجر، ثم أحب الله أن يصرفه إلى قبلته التي رضي لنفسه ولأنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين. قال: فصلى إلى الميزاب وهو بالمدينة، ثم قدم مكة فكان يصلي إلى المقام ما كان بمكة.
٦٤٠ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي، قال: حدثنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن كثير بن كثير، قال: كنت أنا، وعثمان بن أبي سليمان، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين في أناس مع سعيد بن جبير في أعلى المسجد ليلا، فقال سعيد بن جبير: سلوني قبل أن لا تروني، فسأله القوم فأكثروا، فكان مما سئل عنه، أن قال رجل: أحق ما سمعنا يذكر في المقام - مقام إبراهيم -؟ فقال سعيد: ماذا (٣) سمعت؟ قال الرجل: سمعنا أن إبراهيم (٤) نبي الله حين جاء من الشام حلف لامرأته أن لا ينزل بمكة حتى يرجع، يقول الرجل: فقرب (٥) إليه المقام فرجل عليه (٦)، فقال سعيد: ليس كذلك حدثني ابن عباس، ولكنه حدثنا (٧) أنه حين كان بين أم إسماعيل بن إبراهيم وبين سارة امرأة إبراهيم ﵇ ما
(١) في ج: وهو قبلة. (٢) في أ: بعده. ٦٤٠ - إسناده صحيح. (انظر حديث رقم ٥١). (٣) في ج: وماذا. (٤) قوله: «فقال سعيد: ماذا سمعت؟ قال الرجل: سمعنا أن إبراهيم» ساقط من ب. (٥) في ج: فقربت. (٦) قوله: «عليه» ساقط من ج. (٧) في ج: حديثا.