للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حج معاوية بن أبي سفيان وهو خليفة، فاشترى دار الندوة من ابن الرهين العبدري (١) بمائة ألف درهم، فجاء شيبة بن عثمان فقال له: إن لي فيها حقا، وقد أخذتها بالشفعة. قال (٢) له معاوية: فأحضر المال. قال: أروح به إليك العشية. وكان ذلك بعدما صدر الناس عن الحج، وقد كان معاوية تهيأ للخروج إلى الشام، فصلى معاوية بالناس العصر، ثم دخل الطواف فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم انصرف فدخل دار الندوة، فقام إليه شيبة حين أراد أن يدخل الدار، فقال: يا أمير المؤمنين، قد أحضرت المال، قال: فاثبت حتى يأتيك رأيي (٣)، وأجيف (٤) الباب وأرخي الستر، وركب معاوية من الدار دوابه (٥) وخرج من الباب الآخر، ومضى معاوية إلى المدينة، فلم يزل شيبة [جالسا] (٦) بالباب حتى جاء المؤذن، فسلم وأذنه بصلاة المغرب، فخرج والي مكة عبد الله بن خالد بن أسيد. فقام إليه شيبة فقال: أين أمير المؤمنين؟ قال: راح إلى الشام. قال شيبة: والله لا كلمته (٧) أبدا (٨).

فلما حج معاوية حجته الثانية، بعث إلى شيبة أن يفتح له الكعبة حتى يدخلها ويصلي فيها.

قال شيبة [بن] (٩) جبير بن شيبة: فأرسلني جدي بالمفتاح وأنا غلام حدث،


(١) في ب: أبي الوهين العبدري، وفي إتحاف الورى: أبي الرهين العبدري. وهو تحريف. وابن الرهين العبدري، هو: النضر بن الحارث بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار العبدري.
(٢) في ب، ج: فقال.
(٣) في ج: رأي.
(٤) في ج: فأجيف.
(٥) في ب: دابته.
(٦) في أ، ب: جالس.
(٧) في ج: أكلمنه.
(٨) شفاء الغرام (٢/ ٢٨٥ - ٢٨٦)، وإتحاف الورى (٢/ ٣٤ - ٣٥).
(٩) قوله: «بن» ساقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>