محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الحجبي - قال: صعدنا على ظهر الكعبة بقوارير الغالية، فجعلنا نفرغها على جدرات الكعبة من خارج، من جوانبها كلها، وعبيد الكعبة قد خرطوا في البكار التي تخاط عليها ثياب الكعبة، ويطلون بالغالية جدراتها من أسفلها إلى أعلاها (١).
قال أبو (٢) محمد الخزاعي: أنا رأيتها وقد غير الجدر الذي بناه الحجاج مما يلي الحجر، قد انفتح من البناء الأول الذي بناه ابن الزبير مقدار أصبع من دبرها ومن وجهها، وقد رهم بالجص [الأبيض](٣).
٣١١ - قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي، قال: حج المهدي أمير المؤمنين سنة ستين ومائة، فرفع إليه: أنه قد اجتمع على الكعبة كسوة كثيرة، حتى إنها قد أثقلتها، ويخاف على جدراتها من ثقل الكسوة. فجردها حتى لم يبق عليها من كسوتها شيئا، ثم ضمخها من خارجها وداخلها بالغالية، [والمسك](٤)، والعنبر، [وطلى](٥) خارجها كلها من أسفلها إلى أعلاها من جوانبها كلها، ثم أفرغ عليها ثلاث كسى من قباطي، وخز، وديباج، والمهدي قاعد على ظهر المسجد مما يلي دار الندوة ينظر إليها وهي تطلى بالغالية، حين (٦) كسيت.
ثم لم تحرك ولم يخفف عنها من كسوتها شيء، حتى كان سنة المائتين (٧).
(١) إتحاف الورى (٢/ ٢٠٤ - ٢٠٥). (٢) في ج: ابن. (٣) قوله: «الأبيض» زيادة من ب، ج. ٣١١ - إسناده صحيح. (٤) في أ: المسك. (٥) في أ: فطلا. (٦) في ب، ج: وحين. (٧) إتحاف الورى (٢/ ٢٠٤ - ٢٠٥).