بن أبي رواد، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع طاوسا يقول: ﴿يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة﴾ [الأعراف: ٢٧] فيتلو حتى يأتي ﴿يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾ [الأعراف: ٣١] ثم يقول: لم يأمرهم بالحرير ولا بالديباج، ولكنه كان أهل الجاهلية يطوف أحدهم (١) عريانا، ويدع ثيابه وراء المسجد فيجدها ثم. وإن طاف وهي عليه: ضرب وانتزعت منه، ففي ذلك نزلت: ﴿قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق﴾ [الأعراف: ٣٢].
٢١٠ - قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله: ﴿وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها﴾ [الأعراف: ٢٨] قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة.
٢١١ - قال ابن جريج: لما أن أهلك الله أبرهة الحبشي صاحب الفيل، وسلط عليه
الطير الأبابيل (٢): عظمت جميع العرب قريشا وأهل مكة، وقالوا: أهل الله، قاتل
عنهم وكفاهم مؤنة عدوهم، فازدادوا في تعظيم الحرم والمشاعر [الحرام](٣)
والشهر الحرام ووقروها، ورأوا أن دينهم خير الأديان وأحبها إلى الله. وقالت
قريش وأهل مكة: نحن أهل الله وبنو إبراهيم خليل الله، وولاة البيت الحرام،
[وساكنوا](٤) حرمه وقطانه، فليس لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلتنا،
(١) في ب، ج زيادة: بالبيت. ٢١٠ - إسناده صحيح. ٢١١ - إسناده صحيح. (٢) يعني: جماعات من هاهنا، وجماعات من هاهنا. وقيل: يتبع بعضها بعضا إبيلا إيلا، أي: قطيعا خلف قطيع (لسان العرب، مادة: أبل). (٣) في أ: الحرم. (٤) في أ، ج: وساكني. والمثبت من ب.