للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حظوظا وجدودا، ويقال: إنه إبليس. فبنوا حتى رفعوا أربع أذرع وشبرا، ثم كبسوها ووضعوا بابها مرتفعا على هذا الذرع، ورفعوها بمدماك (١) خشب ومدماك حجارة، حتى بلغوا موضع السقف، فقال لهم باقوم الرومي: أتحبون أن تجعلوا سقفها مكبسا (٢) أو مسطحا؟ فقالوا: بل ابن بيت ربنا مسطحا. قال: فبنوه مسطحا، وجعلوا فيه ست دعائم في صفين، في كل صف ثلاث دعائم من الشق الشامي الذي يلي الحجر إلى الشق اليماني. وجعلوا ارتفاعها من خارجها من الأرض إلى أعلاها ثمانية عشر ذراعا، وكانت قبل ذلك تسع (٣) أذرع، فزادت قريش في ارتفاعها في السماء تسع أذرع أخر، وبنوها من أعلاها إلى أسفلها بمدماك من حجارة ومدماك من خشب، وكان (٤) الخشب خمسة عشر مدماكا، والحجارة ستة عشر مدماكا. وجعلوا ميزابها يسكب في الحجر، وجعلوا درجة من خشب في بطنها في الركن الشامي يصعد فيها إلى ظهرها، وزوقوا سقفها وجدراتها - من بطنها - ودعائمها. وجعلوا في دعائمها صور الأنبياء، وصور الشجر، وصور الملائكة؛ فكان منها (٥) صورة إبراهيم خليل الرحمن [شيخ] (٦) يستقسم بالأزلام، وصورة عيسى ابن مريم وأمه، وصورة الملائكة.

فلما كان يوم الفتح؛ دخل رسول الله البيت، فأرسل الفضل بن عباس بن عبد المطلب، فجاء بماء من ماء زمزم، ثم أمر بثوب قبل بالماء، وأمر بطمس تلك الصور، فطمست.


(١) المدماك: الساف من البناء. قال الأصمعي: الساف في البناء: كل صف من اللبن (لسان العرب، مادة: دمك).
(٢) في ب: سقفا منكسا.
(٣) في ب، ج: تسعة، وكذا وردت في الموضع التالي.
(٤) في ج: وكانت.
(٥) في ب، ج: فيه.
(٦) في أ: شيخا.

<<  <  ج: ص:  >  >>