قريش من أهل مكة، فأتوه بصنعاء وهو في قصر له يقال له: غمدان، وهو الذي يقول فيه الشاعر أبو الصلت الثقفي أبو أمية بن أبي الصلت (١):
لا تطلب الثأر إلا كابن ذي يزن … [رئيم](٢) ففي البحر للأعداء أحوالا
أتى هرقل (٣) وقد شالت نعامتهم … فلم يجد عنده النصر (٤) الذي سالا
ثم انتحى نحو كسرى بعد عاشرة (٥) … من السنين يهين [النفس](٦) والمالا
حتى أتى ببني الأحرار يقدمهم … تخالهم فوق متن الأرض أجبالا
بيض مرازبة غلب أساورة … أسد يربين في الغيضات أشبالا
لله درهم من فتية صبر … ما إن رأيت لهم في الناس أمثالا
لا يضجرون وإن [جرت](٧) مغافرهم … ولا ترى منهم في الطعن ميالا
أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد … أضحى شريدهم في الناس فلالا (٨)
فالتط (٩) بالمسك إذ شالت نعامتهم … وأسبل اليوم (١٠) في برديك إسبالا (١١)
[فاشرب](١٢) هنيئا عليك التاج مرتفقا (١٣) … في رأس غمدان دارا منك محلالا
تلك المكارم لا تعبان من لبن … شيبا بماء فعادا بعد (١٤) أبوالا
(١) في ب، ج زيادة: الثقفي. وانظر الأبيات في: سيرة ابن هشام (١/ ١٨٦ - ١٨٧)، وتاريخ الطبري (١/ ٤٤٩)، والبداية والنهاية (٢/ ١٧٨ - ١٧٩). (٢) في الأصول: خيم، والمثبت من لسان العرب (مادة: ريم). (٣) في ب، ج: هرقلا. (٤) في ج: بعض. (٥) في تاريخ الطبري: سابعة. (٦) في أ: للنفس. (٧) في أ: حزت. (٨) في ب: قلالا. (٩) في ج: فالتطت. (١٠) في ب: النوم. (١١) هذا البيت تأخر ذكره في ب، ج بعد البيتين التاليين. (١٢) في أ، ب: واشرب. والمثبت من ج. (١٣) في ب: عليك التاج مرتفعا. وفي ج: علتك التاج مرتفقا. (١٤) في ج: ثم.