تُرَى هلْ أراكمْ أو أرَى مَن يَراكُمُ … وأبْلُغُ منكمِ بعضَ ماْ أنا آملُ
وأحْظَى بقُرْب الطَّيْف منكم وإنَّه … ليُقْنِعَنِي مِن وَصْلِكُم وهْوَ باطِلُ
أُطالِبُ جَفْنِي بالمنام وقد غَدَا … يُواعِدُكمْ أن يَلْتَقِي وهْوَ ماطِلُ
وقوله، في وَداعِ الملِك النّاصر (١):
أقولُ لصَحْبِي حِينَ سارُوا تَوقَّفوا … لعلِّي أرى مَن بالجْناب الممَنَّعِ
وألْثَمُ أرْضًا يُنْبِتُ العِزَّ تُرْبُها … وأسْقِي ثَراها مِن سحائبِ أدْمُعِي
ويَنْظُرُ طَرْفِي أيْنَ أتْرُكُ مُهْجَتِي … كما أقْسمتْ أن لا تَسِيرَ غدًا مَعِي
وما أنا إن خَلَّفْتُها مُتأسِّفًا … عليها وقد حَلَّتْ بأكْرَمَ مَوْضِع
ولكنْ أخافُ العُمْرَ في البين ينْقضِي … على ما أرَى والشَّمْلُ ليس بمُجْمَعِ (٢)
يَمينًا بمَنْ وَدَّعْتُه ومَدامِعي … تَفِيضُ وقلبي للفراقِ مُوَدِّعِي
لئن عادَ لي يومًا بمُنْعَرَجِ اللَّوَى … وأصْبَح سِرْبِي فيه غَيْرَ مَرَوَّعِ
غَفَرْتُ ذُنوبا أسْلَفَتْها يد النَّوَى … ولم أشْكُ مِن جَوْر الزَّمانِ المضَيِّع
وبَشَّرْتُ آمالِي بيومِ لقائنا … ومَتعْتُ طَرْفِي بالحديث ومَسْمَعِي (٣)
وفارَقْتُ أيَّاما توَلَّتْ ذَمِيمةً … وقلتُ لأيّام السرور ألا ارْجِعِي
ومنه دوبيت (٤):
أهْوَى قمرًا مَشَى إلى الشَّمْعِ وقطُّ … ما أنْعَمَ خَدَّه وما أنْعَمَ قَطُّ
قد خَطَّ عِذارُه وما يَعْرِفُ خَطّ … ما أعْشَقَنِي فيه إذا نام وخَطّ (٥)
كذا أوْرَدَ له ابنُ شاكِر الكُتْبِيُّ في "تاريخه" هذا الدوبيت، مع كثير من شعره.
(١) ذيل مرآة الزمان ٣: ٣١١، ٣١٢، وعيون التواريخ ٢١: ١٧٨.
(٢) في الذيل والعيون: "والشمل غير مجمع".
(٣) في الذيل "طرفي بالحبيب".
(٤) عيون التواريخ ٢١: ١٧٨.
(٥) خط الأخيرة بمعنى: وغط في نومه.