إن من أصدق الكلمات التي قالها الإمام الذهبي رحمه الله تعالى - وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال - قوله في ترجمة العلامة الإمام فقيه "العراق" حمَّاد بن أبي سليمان رحمه الله تعالى: من كتابه "سير أعلام النبلاء"(١):
"فأفقه أهل "الكوفة" علي وابن مسعود، وأفقه أصحابهما علقمة، وأفقه أصحابه إبراهيم - النخعي - وأفقه أصحاب إبراهيم حمَّاد، وأفقه أصحاب حمَّاد أبو حنيفة، وأفقه أصحابه أبو يوسف، وانتشر أصحاب أبي يوسف في الآفاق، وأفقههم محمد - بن الحسن -، وأفقه أصحاب محمد أبو عبد الله الشافعي، رحمهم الله تعالى".
وقال أيضًا في "سير أعلام النبلاء"(٢)، في ترجمة الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه:
"الإمام، فقيه الملة، عالم العراق، أبو حنيفة … ، وعُني بطلب الآثار، وارتحل في ذلك، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه، فإليه المنتهى، والناس عليه عيالٌ في ذلك".
وقال أيضًا (٣): "الإمامة في الففه ودقائقه مسلَّمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شكَّ فيه.
وليس يصح في الأذهان شئ … إذا احتاج النهار إلى دليل".
(١) ٥: ٢٣٦ من الطبعة الثالثة بيروت سنة ١٤٠٥. (٢) ٦: ٣٩٠، ٣٩٢. (٣) ٦: ٤٠٣.