مكروهة. فقال: أعِزَّ أَمرَ الله يُعِزَّك الله. ودخل النَّصراني على موسى بن عيسى، فقال: من فعل بك هذا؟ فقال: شريك. فقال: لا والله، ما لي على شريك اعتراض، ولا أتعرَّضَ له بشئٍ. ومضى النصراني من فَوره ذلك إلى "بغداد"؛ ولم يعُدْ.
قلتُ: هكذا كانت أحكام شريك وتصلُّبه في دين الله تعالى، وعدمُ مُبالاته بأحدٍ بعد ظهور الحق، ولو حصل له ما حصل، ومع ذلك فقد لامَه أصحابه، وعَتَبوا عليه، وهجروه لكَوْنه قَبِلَ القضاءَ، ودخل فيه، ورَضِيَ به آخرا بعد الإكراه، فكيف لو رأوْا قُضاة زمننا هذا، وتهافُتَهم على طلب القضاء، ورغْبتِهم فيه، وتنافسَهم في تحصيله، واتّخاذَهم إياه حِرْفةً يتكسَّبون بها أغراض الدنيا، ويحصِّلون أموال الناس من أيِّ وجهٍ كان، لا يُيالي أحدُهم بدينه إذا حصلت دُنياه، ولا بآخرته إذا عَمَرت بالمال أولاه، ويردّدون إلى أبواب الظَّلَمة الجُهّال، ويَبْذُلون لهم كرائمَ الأموال، فيَرْشون ويَرْتَشون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
* * *
٢٢٢٥ - الشيخ الفاضل شعبان بن أحمد الأياشي، الرومي، الملقّب بشفائي*.