رُوِيَ أنه لما بلغ السَّيِّد الشريف صيت الْمولى جمال الدّين الْمَذْكُور ارتحل إلى بلاد "الروم"، ليقْرَأ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قرب مِنْهُ رأى "شَرحه" للإيضاح، فَلم يُعجبهُ، حَتَّى رُوِيَ أنه قَالَ فِي حَقه: إنه كالذباب على لحم الْبَقر، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لأن "الإيضاح" كتاب مَبْسُوط، لَا يحْتَاج إلى الشَّرْح، إلا فِي بعض الْمَوَاضِع، وَالْمولى الْمَذْكُور كتب فِي شَرحه الْمَتْن بِتَمَامِهِ، وَضرب عَلَيْهِ بالمداد الأحمر فَبَقىَ الشَّرْح فِيمَا بَينه كالذباب على لحم الْبَقر، وَلما قَالَ السَّيِّد الشريف هَذَا الْكَلَام فِي حَقّه، قَالَ لَهُ بعض الطالبين: أْن تَقْرِيره أحسن من تحريره، فقصده السَّيِّد الشريف، فَأتى بِلَاد "قرامان" فصادف دُخُوله إلى الْبَلَد موت الْمولى المرحوم جمال الدّين، وَلَقي السَّيِّد الشريف هُنَاكَ الْمولى الفناري، وَذهب مَعَه إلى مَدِينَة "مصر"، فَقَرَأَ ثمه على الشَّيْخ أكمل الدّين، روَّح الله أَرْواحهم.
* * *
٤٨٠٨ - الشيخ الفاضل محمد بن محمد الأماسي، الرومي، ويعرف بيسكو كوبلي *