أفاضل الطلبة، وحصلوا عنده الفضيلة العلمية، ثم مال إلى طريقة الصوفية، واتّصل بخدمة الشيخ العارف باللَّه السيّد أحمد البخاري المدفون بمدينة "قسطنطينية"، وحصل عنده طريقة الصوفية.
وهذّب أخلاقه، وصار متواضعا، متخشّعا، صاحب أدب ووقار وهيبة وسكون، مراعيا للشريعة حافظا لأدب الطريقة، مقبولا عند الخواص والعوام، فصار ذاته الكريم من نوادر الأيام.
وتوفي رحمه اللَّه تعالى في سنة ثلاث أو أربع وعشرين وتسعمائة. روّح اللَّه تعالى روحه، وأوفر في فراديس الجنان فتوحه.
* * *
١٧٣٣ - الشيخ الفاضل العلامة، خضر بيك بن جلال الدين العالم المحقّق المدقّق الفهّامة *.
قرأ في بلاده مبادئ العلوم على والده، ثم على المولى يكان، ولازمه وتخرّج به، وصاهره على ابنته، وصار قاضيًا ببعض النواحي، وكان كثير المحبّة للعلم، كثر الطلب له، حتى كان يقال لم يكن بعد الشمس الفناري بعلوم العربية أعلم منه.
واتفق في أوائل سلطنة السلطان محمد خان، عليه الرحمة والرضوان، مجيء رجل من بلاد العرب، واسع الاطلاع في العلوم العربية، واجتمع بعلماء