وذكره السُّيوطِي في "طبقات النُّحاة"، وذكر أنّه كالن من أهل العلم باللغة، وأن ولادته سنة ثلاث وعشرين ومائة، ثم قال: وكان حافظا، ثَبْتا، وفيه مِزاح وكَيْسٌ، رأى أبا حنيفة يوما يُفْتِي، وقد اجْتمع الناس عليه، وآذَوْه - يعني من كثرة الزِّحام - فقال: ما هنا أحدٌ يأتينا بشُرْطِيّ؟ فتقدَّم إليه، فقال: يا أبا حنيفة تريد شُرْطِيّا؟ قال: نعم. فقال: اقْرأ علَيَّ هذه الأحاديث التي معي. فلمّا قرأها قام عنه، فقال: أين الشُّرطِيُّ؟، فقال: إنما قلتُ: تُريدُ، ولم أقُلْ لك: أجِئُ به. فقال: انْظُروا أنا احتال للناس مُنذُ كذا وكذا، وقد احْتال علَيَّ هذا الصَبِيّ.
وعن أبي الفضل بن يحيى الباهِلِيّ، قال: رأيتُ أبا عاصم النَّبيل في منامي بعد موته، فقلتُ: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. ثم قال: كيف حديثِي فيكم؟ قلتُ: إذا قلنا أبو عاصم، فليس أحدٌ يرُدُّ علينا. قال فسكت عنِّي، ثم أقبَلَ علَيّ فقال: إنما يُعْطَى الناسُ على قَدْرِ نِيّاتِهم.
وبالجملة إن أبا عاصم كان ممن اتّفَقَتِ الأفاضل على فضله، والأماثل على جلالته ونُبْله، رحمه الله تعالى.
* * *
٢٣٥٨ - الشيخ الفاضل الضّحّاك بن مُسافر مَوْلَى سليمان بن عبد الملِك *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: ذكره ابن عَساكر في "تاريخ دمشق"، وقال: حدَّث عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه.
* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة ٤: ٩٩، ١٠٠. وترجمته في تهذيب تاريخ دمشق ٧: ٢٩.