وهذه بثة مضرور (١)، ونفثة مصدور (٢)، ولما توجني (٣) الله تعالى، ودوجني بتاج «مصباح الدجى من صحاح حديث المصطفى»(٤)، ودواج (٥)«الشمس المنيرة من الصحاح المأثورة» وانثال (٦) الناس إلى الاشتغال بهما جدا (٧) لا هوادة فيه، واستيضاح كل حديث منهما، واستكشاف معانيه رأيت أن اتباع الحسنة الحسنة، وإجرار حصان (٨) الخير رسنه في العمر الذي سنة منه سنه، أحسن (٩) ما انصرفت إليه أعنة الهمم الشوارع العوالي (١٠)، وأحسن ما انحرفت إليه أسنة (١١) الصمم (١٢) الشوارع (١٣)
(١) بنة: هي المرة من البث وهو الحزن الذي لا يصبر صاحبه عليه فيبثه إلى الناس ويفشيه. مضرور: الذي أصابه الضر. (٢) نفثة: هي أقل من التفل. مصدور: هو الذي يشتكي صدره. (٣) بتشديد الواو، أي: ألبسني التاج. ودوجني بمعناه. (٤) هذا الكتاب والذي يليه من كتب الشيخ ﵀. (٥) بضم الدال وتشديد الواو، بمعنى: التاج. (٦) أي: مال. (٧) هو المبالغة في الاجتهاد وانتصابه على أنه صفة لمحذوف؛ أي: انثيالا جدا، بمعنى ذا جد أو حال بمعنى حال كونهم جادين. (٨) وهو الجيد من فحول الخيل. (٩) بالرفع خبر أن؛ أي: أحكم. (١٠) الشوارع: جمع شارعة، وهي الخائضة. العوالي: جمع عالية من العلو. (١١) جمع سنان الرمح وهي حديدة في رأسه. (١٢) جمع الصمة بكسر الصاد وهي الصلب من الرماح. (١٣) وهي الرماح الطوال ورفعها على أنها بدل من أسنة.