وهذه بئة مضرور، ونفثة مصدور، ولما توجني الله تعالى، ودوجني بتاج «مصباح الدجى من صحاح حديث المصطفى»، ودواج «الشمس المنيرة من الصحاح المأثورة» وانثال الناس إلى الاشتغال بهما جدا لا هوادة فيه، واستيضاح كل حديث منهما، واستكشاف معانيه رأيت أن اتباع الحسنة الحسنة، وإجرار حصان الخير رسنه في العمر الذي سنة منه سنه، أحصن ما انصرفت إليه أعنة الهمم الشوارع العوالي، وأحسن ما انحرفت إليه أسنة الصمم الشوارع.
[منهج الصغاني في كتابه]
لم يرتب الصغاني كتابه على أبواب الفقه، كما في «الصحيحين» بأن يجعل أحاديث كل موضوع أو باب في مكان واحد، مثل: أحاديث الصلاة، الزكاة، الصيام، وهكذا؛ بل رتبه ترتيبا لفظيا على طريقة المعجم، وقد ذكر ترتيبه الشارح ابن ملك في كتابه «مبارق الأزهار» فقال:
رتب الشيخ هذا الكتاب بترتيب أنيق، وانتخبه بتهذيب ذليق (١)، فأريد أن أذكر كيفية ترتيبه، وفصول الأبواب تيسيرا لطالبيه، وصونا من الإتعاب:
الباب الأول:
مرتب على فصلين، الفصل الأول: ابتداؤه بمن الموصولة أو الشرطية.
والثاني: ابتداؤه بمن الاستفهامية.
الباب الثاني: رتبه على عشرة فصول:
(١) فيما جاء أوله كلمة أن. (٢) كلمة أني. (٣) كلمة أنا. (٤) كلمة أنه.