أرادوا دخول مكة في عمرته بعد الحديبية: «إن قومكم غداً سيرونكم، فليَرَوُنَّكُم جُلْداً»، فلما دخلوا المسجد، استلموا الركن ورملوا، والنبي ﷺ معهم، حتى إذا بلغوا الركن اليماني مَشَوْا إلى الركن الأسود، ثم رملوا، حتى بلغوا الركن اليماني، ثم مَشَوْا إلى الركن الأسود، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم مشى الأربع. لفظ معمر [عند ابن ماجه].
ولفظ الطائفي [عند أبي داود: أن النبي ﷺ اضطبع، فاستلم، فكبر، ثم رمل ثلاثة أطواف، وكانوا إذا بلغوا الركن اليماني وتغيَّبُوا من قريش مشوا، ثم يطلعون عليهم يرملون، تقول قريش: كأنهم الغزلان، قال ابن عباس: فكانت سنة.
أخرجه أبو داود (١٨٨٩)، وابن ماجه (٢٩٥٣). [وهو حديث صحيح، وسيأتي تخريجه مفصلاً في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى].
٢ - حديث ثان لابن عباس:
أ - رواه محمد بن معاوية، قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان [أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان بن رزين لا بأس به، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن مجاهد، عن ابن عباس ﵄، قال: قال رسول الله ﷺ: «عند الركن ملك منذ قامت السماوات والأرض، يقول: آمين، فقولوا أنتم: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١]».
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ١١٠/ ٧٤).
قلت: هذا حديث باطل تفرد به محمد بن معاوية بن أعين النيسابوري، وهو: متروك، كذبه جماعة، قال ابن معين: «كذاب»، وقال الدارقطني وأبو الطاهر المدني: «كذاب، يضع الحديث» [التهذيب (٣/ ٧٠٥)].
ب - خالفه فأوقفه: سعيد بن سليمان الواسطي: ثقة حافظ]، والربيع بن ثعلب [أبو الفضل المروزي: ثقة. سؤالات ابن محرز (١/ ٩١/ ٣٤٠). الجرح والتعديل (٣/ ٤٥٦).
الثقات (٨/ ٢٤٠). تاريخ بغداد (٩/ ٤١٠). تاريخ الإسلام (٥/ ٨٢٠). الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ٢٣٢)]، قالا:
حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب ليس به بأس]، عن عبد الله بن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: عند الركن اليماني ملك قائم منذ يوم خلق الله السماوات والأرض إلى يوم القيامة، يقول: آمين آمين. فقولوا أنتم: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
أخرجه أبو بكر الآجري في مسألة الطائفين (١٦)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (٣٣٧)، وابن مردويه في التفسير [عزاه إليه: ابن حجر في نتائج الأفكار (٥/ ٢٧٤)]، والخطيب في المتفق والمفترق (٣/ ١٤١٨/ ٨٠١).
ج - تابعه على هذا الوجه موقوفاً: عمر بن علي المقدمي [ثقة]، وأبو خالد [سليمان بن حيان الأحمر: ثقة]، قالا:
