الخمر أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة (١) .
فسمى رأيهم في أيام عمر سنة.
والجواب عن قوله تعالى:(وأولي الأمر منكم) : يحتمل ما أخبروا به عن الله عز وجل ورسوله [- صلى الله عليه وسلم -] .
وكذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء) يحتمل ما رووه عن النبي صلى الله عليه [وسلم] ، فكأنه قال: عليكم ما سمعتموه مني، وبما حدثكم به خلفائي عني.
وكذلك قوله:(من سن سنة حسنة) معناه: ما رواه عن النبي [صلى الله عليه وسلم] .
وقوله:(ومن سن سنة سيئة) فليس شيئاً مما نحن فيه؛ لأن خلافنا في السنة الشرعية، والسيئة ليست بشرعية، فلا يتناولها الإطلاق.
وجواب آخر وهو: أن الخلاف في إطلاق السنة، وها هنا مقيدة منسوبة إلى الخلفاء إلى غير النبي [صلى الله عليه وسلم] .
وأما قول علي:"وكل سنة"، فهو أنا نحمله على سنة النبي [صلى الله عليه وسلم] ؛ لأن الزيادة عندنا حد، وقد ثبت الحد بالسنة، وقال علي ابن أبي طالب لقنبر: ما إخال أن أحداً يعلمنا السنة، وأراد منه النبي صلى الله عليه [وسلم] .
(١) حديث علي - رضي الله عنه - هذا أخرجه مسلم في كتاب الحدود، باب حد الخمر (٣/١٣٣١-١٣٣٢) . وأخرجه عنه أبو داود في كتاب الحدود، باب في الحد في الخمر (٢/٤٧٣) . وأخرجه عنه ابن ماجه في كتاب الحدود، باب حد السكران (٢/٨٥٨) . وأخرجه عنه الدارمي في كتاب الحدود، باب في حد الخمر (٢/٩٧) . وراجع فيه أيضاً: "المنتقى من أحاديث الأحكام" ص (٦٥٦) .