همُ وَسَطٌ ترضى الأنَامُ بحكمِهمْ .... إذا نَزَلَتْ إحدى الليالي بمُعظِمِ (١)
فوجهُ الدلالةِ أَنهُ عَدَّلَهُمْ، وجعلَهُمْ حجَّةً على النَّاسِ في قبولِ أقوالِهم، كما جَعَلَ الرَّسولَ - صلى الله عليه وسلم - حجَّةً علينا في قبولِ قولِهِ علينا.
ومنها: جهةُ السُّنَّةِ: ما رويَ عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّه قالَ:"أُمَّتي لا تجتمع على ضلالة"، ورويَ:"لا تجتمعُ أمتي على ضلالةٍ"(٢) وروي: "على الخطأ"، ورويَ عنْهُ - صلى الله عليه وسلم -: "لم يكنِ الله ليجمعَ هذه الأمة على الخطأ"(٣)، وروي عنه في:"ما رآه المسلمون حسناً فهوَ عندَ اللهِ حسنٌ، وما رآهُ السلمونَ قبيحاً فهوَ عندَ اللهِ قبيحٌ"(٤)، وقالَ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ فارقَ الجماعةَ
(١) البيت لزهير وهو في معلقته المشهورة، لكنْ صدرُه يختلف هاهنا، ورواية العلقة (شرح المعلقات للزوزنى طبعة دار صادر) ص ٨٥: لحيِّ حِلال يعصمُ الناسَ أمرهم ... إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم وانظر: "البيان والتبيين" ٣/ ٢٢٥، وأساس البلاغة (وسط). (٢) تقدم تخريجه ٢/ ٢١١. (٣) هو حديث حسن. بمجموع طرقه، انظر "السنة" لابن أبي عاصم (٨٢ - ٨٥) و (٩٢) بتخريج الألباني. (٤) أخرجه أحمد (٣٦٠٠) من حديث عبد الله بن مسعود موقوفاً. وإسناده حسن. وروي مرفوعاً بإسناد تالف من حديث أنس عند الخطيب في "تاريخه" ٤/ ١٦٥، وأورده ابن الجوزي في "العلل التناهية" (٤٥٢) وقال: هذا الحديث إنما يعرف من كلام ابن مسعود.