من ذلك: قوله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}[البقرة: ١٤٨] وقوله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[آل عمران: ١٣٣]، وامتثالُ الأمرِ من الخيراتِ لما فيه من حصولِ الثوابِ، واغتنامِ الوقت الصالحِ للفعل قبل الفوات.
وقوله تعالى:{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}[الأعراف: ١٢] , ولو كان على التراخي لما حسن العتبُ.
ومن ذلكَ: عتبُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على من دَعاه وهو في الصلاة فلم يُجبه، واحتجاجُه عليه بقوله:"ألم تسمع ... إلى قوله:{اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}[الأنفال: ٢٤](١) ". فما فسحَ له في التأخيرِ إلى انقضاءِ
= الفور منع التفريق" اهـ."العدة"١/ ٢٨٣. والمذهب عند الحنابلة: هو أن الأمرَ على الفور وفق ما تقتضيه الرواية الأولى عن أحمد. انظر "التمهيد" ١/ ٢١٥، و"المسودة" ص (٢٤ - ٢٦)، و" شرح مختصر الروضة" ٢/ ٣٨٦، و"شرح الكوكب المنير" ٣/ ٤٨. (١) ورد هذا من حديث أبي سعيد بن المعَلَّى، قال: كنت أصلِّي في المسجد، فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم أجبْهُ، فقلت: يا رسول الله، إنى كنت أُصلِّي. فقال: "ألم يقل الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: ٢٤] " ثم قال:" ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن"؟ فقلت: بلى، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} [الفاتحة: ٢] هي السبع المثاني، والقرآنُ الذي أوتيتُه". أخرجه أحمد ٤/ ٢١١، والبخاري (٤٦٤٧) و (٤٧٠٣) و (٥٠٠٦)، وأبو داود =