يعني (١): أخطأ بسلوكِه طريقَ الرأي، وإصابتُه تكون موافقةً، وهذا عينُ الخطأ.
وروي عن عائشة قالت: ما كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، يفسِّر من القرآنِ إلا آياً بعددٍ، علمهنَّ إياهُ جبريلُ عليه (٢) السلام (٣).
ورويَ أنَّ سعيدَ بن المسيِّب، سئل عن آيةٍ من القرآن، فقالَ: لا أقولُ في القرآنِ شيئاً (٤).
قال صاحبنا أبو بكر، وهو راوي هذه الأحاديث: ولأنَّ التأويلَ خطرٌ، لأنَّه قد يفسِّر برأيه، فيكونُ باطنُ ذلكَ عند الله خلافه، أما رأيتَ الذي تركَ تحتَ رأسِه خيطين فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّك لعريض الوساد (٥)، إنما هما خيطا الفجر"(٦)؟!
= البخاري، وأحمد، وأبو حاتم. (١) في الأصل: "يعطي". (٢) في الأصل: "عليها". (٣) أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٤٥٢٨)، والبزار (٢١٨٥)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ٣٠٣. وإسناده ضعيف لجهالة فلان بن محمد بن خالد. (٤) انظر "تفسير الطبري" ١/ ٣٧. (٥) في الأصل: "الوساط". (٦) جاء ذلك في حديث عدي بن حاتم قال: لما نزلت هذه الآية: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: ١٨٧]، أخذتُ عقالاً أبيض، وعقالاً أسود، فوضعتهما تحت وسادتي، فنظرتُ فلم أتبتن، فذكرتُ ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فضحك، وقال: "إن وسادكَ إذاً لعريض طويلٌ، إنما هو الليل". أخرجه أبو داود (٢٣٤٩)، والطبراني في "الكبير" ١٧/ ١٧٦، وابن حبان =