قال الصَّفَدِيّ: كان إماما مُفننا (١)، مدرّسا، بصيرا بالمذهب، جيِّد العربية، متين الديانة، شديد الوَرَع، عُرِض عليه القضاء، فامْتنَع، كتب عنه ابن الخَبّاز، والبِرْزاليّ وله شعر.
ومات سنة أربع وثمانين وستمائة.
وقال ابن حَبيب في حقّه: عالم عامل، وافرُ المعرفة كامل، سابق في حَلْبة مَذْهبه، واصلٌ من الفقه إلى غاية مَطْلبِته، جزيل الديانة والوَرَع، عُرِض عليه القضاء غير مرَّة فامْتنع، برَع في علم العربية، وهُرِعَ إلى سلوك الطُّرق الأدبية، وأبْرأ الكلامَ بكَلِمِه، وشرَح الصُّدور بمواعظ نظْمه وحِكَمه، وهو القائل:
أرَى عناصرَ هذا الدهرِ أربعةً … ما زال منها فطيبُ العيش قد زالا
أمْنًا وصِحَّة جسمٍ لا يُخالِطُها … تغَيُّرٌ والشبابَ الغَضَّ والمالا
وقال أيضا (٢):
اسْتجْرِ دَمْعَك ما اسْتطعتَ مَعينا … فعَساه يمْحو ما جَنَيْتَ سِنِينا (٣)