فوقعتْ حيّة، فسقطتْ في حِجر أبي حنيفة، وهرب النأس غيره، ما رأيتُه زاد على أن نفض الحيةَ، وجلس مكانه.
وعنه أيضًا (١)، أنه قال: لولا أن الله أعانَني (٢) بأبي حنيفة وسُفيان، لكنتُ كسائر الناس.
وعن أبي يحيى الحمَّاني أنه كان يقول: ما رأيتُ رجلًا قط خيرًا من أبي حنيفة.
وكان أبو بكر الواعظ، يقول: أبو حنيفة أفضل أهل زمانه.
وعن سهل بن مزاحم (٣)، أنه كان يقول: بذلت الدنيا لأبي حنيفة فلم يردْها، وضرب عليها بالسياط فلم يقبلْها.
وقيل للقاسم بن معن (٤) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: ترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة؟ قال: ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة.
وحدَّث الشافعي محمد بن إدريس (٥)، قال: قيل لمالك بن أنس: هل رأيتَ أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيتُ رجلًا لو كلَّمَك في هذه السارية أن يجعلَها ذهبًا، لقام بحجّته.
وعن روح بن عبادة (٦)، أنه قال: كنت عند ابن جُريج سنة خمسين، وأتاه موت أبي حنيفة، فاسترجع، وتوجَّع، وقال: أيّ علم ذهب.
(١) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٧. (٢) في تاريخ بغداد "أغاثني". (٣) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٧. (٤) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٧. (٥) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٧. (٦) تاريخ بغداد ١٣: ٣٣٧.