وأن يقال: هذا علقمة، فكان يكون في بيته يعلف غنمه، ويقت (٢) لهم، وكان معه شيء يفرع بينهن إذا تناطحن.
ابن عيينة، عن عمر بن سعد، قال: كان الربيع بن خثيم (٣) يأتي علقمة، فيقول: ما أزور أحدا غيرك أو ما أزور أحدا ما أزورك.
قال إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي: إن كان أهل بيت خلقوا للجنة، فهم أهل هذا البيت، علقمة والأسود.
وقال أبو قيس الأودي: رأيت إبراهيم آخذا بالركاب لعلقمة.
الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قيل لعلقمة: ألا تغشى الأمراء، فيعرفون من نسبك؟ قال: ما يسرّني أن لي مع ألفي ألفين، وإني أكرم الجند عليه.
فقيل له: ألا تغشى المسجد فتجلس وتفتي الناس؟ قال: تريدون أن يطأ الناس عقبي، ويقولون: هذا علقمة!.
حصين، عن إبراهيم، عن علقمة أنه أوصى، قال: إذا أنا حضرت، فأجلسوا عندي من يلقنني: لا إله إلا الله، وأسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تنعوني إلى الناس، فإني أخاف أن يكون ذلك نعيا كنعي الجاهلية (٤).
قال بعض الحفَّاظ، وأحسن: أصح الأسانيد منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. فعلى هذا، أصح ذلك شعبة وسفيان، عن منصور،
(٢) القت: الفصفصة وهي الرطبة من علف الدواب أو اليابس منه. (٣) انظر ص ٥٦ رقم (١). (٤) وأخرج أحمد ٥: ٤٠٦، والترمذي (٩٨٦)، وابن ماجة (١٤٧٦)، والبيهقي ٤: ٧٤ من حديث حذيفة بن اليمان أنه كان إذا مات له ميت قال: لا تؤذنوا به أحدًا، إني أخاف أن يكون نعيا، إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي.