ثم قال: والحاصل أني لم أخِلَّ برؤية أحد ممن يُشار إليه من ملك ولا سلطان، ولا عالم ولا شيخ، ولا كبير، على حسب ما يتفق، ولم يبق من العلوم فنّ إلا وكان لي فيه حظّ وافر، ولا منصب إلا وكان لي فيه نصيب؛ من التدريس، والخطابة، والإمامة والكتابة، والوعظ، والتصنيف، والترجمة، وغير ذلك. ورأيتُ ملوك "الجغتاي (١) " -بالغين المعجمة- و"الخطا"، وأولاد توقتامش وأيدكو، وملوك "الروم"، والعجم، و"الترك".
هذا، وقد أفصح في نظم القصيدة المذكورة سابقًا عن بعض حاله، وكثرة جلّه وترحاله، حيث يقول:
(١) بنوجغتاي هم خانات ما وراء النهر، وقد توفي جغتاي بن جنكزخان سنة تسع وثلاثين وستمائة، ذكره زامباور في معجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٣٧٠ - ٣٧٣، كما ذكر بنيه. (٢) يقال: هجان، بكسر ففتح، وقد شدد الجيم لضرورة الوزن، والهجان من الإبل: البيض لكريم.