حديثُ جابر -رضي الله عنه- قال " .. قمت عن يسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه، فجاء ابن صخر حتى قام عن يساره، فأخذنا بيديه جميعًا حتى أقامنا خلفه." الحديث (١).
الدليل الثالث:
حديثُ عتبان بن مالك -رضي الله عنه- قال عتبان: فَغَدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال أَيْنَ تُحِبّ أن أصلي من بيتك قال فأشرت له إلى ناحية من البيت فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكبر فقمنا فصفنا فصلى ركعتين ثم سلم" الحديث (٢).
وجه الاستدلال من الأحاديث:
أن فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع -رضي الله عنه- أنس واليتيم، ومع جابر وجبار، ومع عتبان -رضي الله عنهم-، أدلة صحيحة، صريحة، على أن الموقف المشروع للاثنين خلف الإمام.
الترجيح:
بعد التأمل في القولين، وأدلتهما، يظهر والله أعلم بالصواب أن
(١) سبق تخريجه ص ٥١. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب إذا دخل بيتا يصلي حيث شاء أو حيث أمر، برقم (٤٢٦) ١/ ٩٣، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر برقم (٣٣) ١/ ٤٥٤.