حديث أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"أقيموا صفوفكم، وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري"(١)"وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه، ولو ذهبت تفعل ذلك لترى أحدهم كأنه بغل شُمُوس"(٢)(٣).
وجه الدلالة من الحديثين:
أن الصفة المذكورة في الحديثين تدل دلالة واضحة، وصريحة، على أن التسوية تكون بالمحاذاة، والمساواة، بدليل إلصاق المَنْكِب بالمَنْكِب، والركب بالركب، والقدم بالقدم.
[الدليل الثالث]
عن عاصم عن أبي عثمان قال:"ما رأيت أَحَدًا كان أشد تعاهدًا للصف من عمر -رضي الله عنه- إن كان يستقبل القبلة، حتى إذا قلنا قد كبر، التفت فنظر إلى المَنَاكِب، والأقدام، وإن كان يبعث رجالاً يطردون الناس حتى يلحقوهم بالصفوف"(٤).
(١) سبق تخريجه انظر: ص ٣٦ (٢) الشموس: بضم المعجمة والميم: الفرس يستعصي على راكبه، انظر: المصباح المنير ١/ ٣٢٢. (٣) هذه الزيادة أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه كتاب الصلاة، باب ما قالوا في إقامة الصف برقم (٣٥٢٤) ١/ ٣٠٨. (٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، كتاب الصلوات، باب قالوا في إقامة الصفوف برقم (٣٥٣٧) ١/ ٣٠٩.