فعل أبي هريرة -رضي الله عنه- يدل على الجواز، والصحة، ولو لم تتصل الصفوف إذا كان في المسجد.
بناء على ذلك: نقول بصحة صلاة المصلين في الصفوف المتباعدة في المسجد.
ولقد ورد الأمر من النبي -صلى الله عليه وسلم- بتقارب الصفوف، والقرب من السترة، ومنها:
[الحديث الأول]
حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها"(١).
[الحديث الثاني]
حديث سهل بن أبي حثمة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها، لا يقطع الشيطان عليه صلاته"(٢). وتعددت أقوال الفقهاء في تفسير المقاربة.
(١) سبق تخريجه انظر: ص ٣٨. (٢) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب الدنو من السترة برقم (٦٩٥) ١/ ٢٤٢، والنسائي في سننه، كتاب القبلة، باب الأمر بالدنو من السترة برقم (٧٤٨) ٢/ ٦٢، وابن ماجة في سننه، برواية سعد بن مالك في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ادرأ ما استطعت برقم (٩٥٤) ١/ ٣٠٧، وابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الصلوات، باب من قال إذا صليت إلى سترة فادن منها برقم (٢٨٧٤) ١/ ٢٤٩، وأحمد في مسنده برقم (١٦٠٩٠) ٢٦/ ٩.، وابن حبان في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما يكره للمصلي ومالا يكره برقم (٢٣٧٣) ٦/ ١٣٦ والطبراني في المعجم الكبير برقم (٥٦٢٤) ٦/ ٩٨، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الصلاة، باب الدنو من السترة برقم (٣٢٨٩) ٢/ ٢٧٢. قال الألباني صحيح انظر: صحيح أبي داود ٣/ ٢٨١، وقال الأرنووط في تحقيق صحيح ابن حبان (اسناده قوي) ٦/ ١٣٦.