إذا تقرر في المبحث السابق أن الصف الأول هو الذي يلي الإمام، فإن الناس مختلفون في المكان الفاضل، في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث توجد الروضة الشريفة والتي يزدحم الناس رغبة في الصلاة فيها حيث ورد في فضلها أحاديث منها:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"ما بين بيتي، ومنبري، روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي"(١)(٢) كما وردت أحاديث في فضل
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب فضل مابين القبر والمنبر يرقم (١١٩٦) ٢/ ٦١، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب مابين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة برقم (١٣٩١) ٢/ ١٠١١. (٢) قال الحافظ ابن حجر: "فيه إشارة إلى الترغيب في سكنى المدينة"، انظر: (فتح الباري ٤/ ١٠٠) وقال ابن عبد البر: "اختلف العلماء في تأويل قوله عليه السلام ما بين بيتي، ومنبري، روضة من رياض الجنة، فقال منهم قائلون: ترفع تلك البقعة يوم القيامة فتجعل روضة من الجنة. وقال آخرون: هذا على المجاز. وقال آخرون: يحتمل أن يكون الله تعالى يعيد ذلك المنبر بعينه، فيكون يومئذ على حوضه، والقول الأول أولى والله أعلم". انظر: (الاستذكار ٢/ ٤٦٣، التمهيد ٢/ ٢٨٧).