أن الحديث أمر من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأقل أحواله الاستحباب. (١)
[الدليل الثاني]
حديثُ قيس بن عباد -رضي الله عنه- قال:"أتيت المدينة لألقى أصحاب محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلي من أُبي فأقيمت الصلاة، وخرج عمر مع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقمت في الصف الأول، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم، فعرفهم غيري، فَنَحَّاني، وقام في مكاني، فما عَقَلْتُ صلاتي، فلما صلى قال: يا بُنَي، لا يَسُوءُك الله، فإني لم آتك الذي أتيتك بجهالة، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنا: كونوا في الصف الذي يليني وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك. وكان الرجل أُبي بن كعب"(٢).
[الدليل الثالث]
حديثُ أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال:"ألا أحدثكم بصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: فأقام الصلاة، وصف الرجال، وصف خلفهم الغلمان"(٣).
(١) انظر: الشرح الممتع ٤/ ٢٧٧. (٢) أخرجه أحمد في مسنده بلفظه، برقم (٢١٢٦٤) ٣٥/ ١٨٦. والحاكم في مستدركه كتاب الفتن والملاحم برقم (٨٦٠٤) ٤/ ٥٧١. قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح في تحقيق المسند ٣٥/ ١٨٦، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ١/ ٢٤٦. (٣) أخرجه أبو داود في سننه بلفظه، كتاب الصلاة، باب مقام الصبيان في الصف برقم (٦٧٧) ١/ ٢٣٧، والطبراني في المعجم الكبير يرقم (٣٤١٦) ٣/ ٢٨١، والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الصلاة باب الرجال يأتمون بالرجال ومعهم صبيان ونساء برقم (٤٩٤٦) ٣/ ٩٧، وضعفه الألباني في مشكاة المصابيح ١/ ٢٤٦.