حديثُ أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"أتموا الصف الأول، ثم الذي يليه، فإن كان نَقْصٌ فليكن في الصف المُؤَخَّرِ"(١).
[الضابط الثالث]
تقارب الصفوف فيما بينها، بحيث لا يكون هناك مسافة واسعة بين الإمام، والصف الأول، وبين الصف الأول والذي يليه، وهكذا بقية الصفوف (٢). وذلك لأمور:
[الأول]
أنه أدعى للاجتماع، فإن المسافة إذا زادت بين الصف والذي يليه كثيرًا، كان ذلك خللا في حصول الألفة، والاجتماع، الذي هو من مقاصد صلاة الجماعة.
[الثاني]
أن الصفوف كلما كانت متقاربة متراصة كان ذلك أحسن وأجمل في هيئتها، وزيادة في هيبتها لعدوها.
الثالث: حصول تمام الاقتداء، فإن التقارب بين الصفوف، أدعى أن
(١) أخرجه أبو داود في سننه، بلفظ (المقدم) كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف برقم (٦٧١) ١/ ٢٣٦، والنسائي في سننه بلفظه، كتاب الإمامة، باب الصف المؤخر برقم (٨١٨) ٢/ ٩٣، وأحمد في مسنده برقم (١٢٣٥٢) ١٩/ ٣٥٥، والبيهقي في السنن الكبرى، بلفظ (المقدم) كتاب الصلاة، باب إتمام الصفوف المقدمة برقم (٤٩٧٢) ٣/ ١٠٢، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ١/ ٢٤١، قال شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند: حديث صحيح وإسناده قوي ١٩/ ٣٥٥. (٢) سيأتي مبحثا مستقلا ـ بإذن الله ـ في الفصل السابع في المبحث الخامس ص ١٩٢.